القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر الأخبار

سورة الفاتحة


 سورة الفاتحة  لها أهمية كبيرة في الإسلام وكذلك في حياة المسلم، فهي ركن عظيم من أركان الصلاة، فالصلاة لا تصح بدون قراءة الفاتحة فيها على الرأي الراجح عند جمهور العلماء روى البخاري (756) ومسلم (394) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .»

أنها أفضل سورة في القرآن ؛ فروى الترمذي (2875) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ : فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا) صححه الألباني في صحيح الترمذي .

" اخْتُلِفَ فِي تَسْمِيَتهَا " مَثَانِي " فَقِيلَ لِأَنَّهَا تُثَنَّى كُلّ رَكْعَة أَيْ تُعَاد , وَقِيلَ لِأَنَّهَا يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى , وَقِيلَ لِأَنَّهَا اُسْتُثْنِيَتْ لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَا

كما أنها تشتمل على شفاء القلوب وشفاء الأبدان  .

شفاء القلوب

قال ابن القيم رحمه الله :

"فأما اشتمالها على شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد ، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال ، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة ، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه .

والتحقيق بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) علماً ومعرفة وعملاً وحالاً يتضمن الشفاء من مرض فساد القلب والقصد .

شفاء الأبدان 

وأما عن تضمنها لشفاء الأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة ، وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة .

 فأما ما دلت عليه السنة : ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب ... " فذكر حديث الرقية بالفاتحة " ثم قال :

"فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللدغ بقراءة الفاتحة عليه فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء .

هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء  غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلاً ؟ .

"مدارج السالكين" (1/52-55) .

ثم قال :

"كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مراراً عديدة ، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء" انتهى .

"مدارج السالكين" (1/ 58) .

أنها تشتمل على الرد على جميع المبطلين من أهل الملل والنحل ، والرد على أهل البدع والضلال من هذه الأمة .

وهذا يعلم بطريقين : مجمل ومفصل :

 وبيان ذلك : أن الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق وإيثاره وتقديمه على غيره ومحبته والانقياد له والدعوة إليه وجهاد أعدائه بحسب الإمكان .

 والحق هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وما جاء به علماً وعملاً في باب صفات الرب سبحانه وأسمائه وتوحيده وأمره ونهيه ووعده ووعيده ، وفي حقائق الإيمان التي هي منازل السائرين إلى الله تعالى ، وكل ذلك مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون آراء الرجال وأوضاعهم وأفكارهم واصطلاحاتهم .

"مدارج السالكين" (1/58) .

- أن سورة الفاتحة قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة.

"مدارج السالكين" (1/74) .

- أنها متضمنة لأكثر الأدعية نفعا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين)" .

 فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك .

ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللدغ فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما أدراك أنها رقية ) .

ومن ساعده التوفيق وأُعِين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما اشتملت عليه من التوحيد ، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله ، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين ، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما ، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها ؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها من الشر أسبابه " .

والله أعلم

 

فضائل سورة الفاتحة


سورة الفاتحة لها فضائل وخصائص عديدة، ولم يثبت في فضائل شيء من السور أكثر مما ثبت في فضلها ، وأفرد لها الإمام ابن رجب الحنبلي  بابا في كتابه “ تفسير الفاتحة ” تجدونها في السطور التالية :

 

الفضيلة الأولى: 

أنها أعظم سورة في القرآن وأفضل، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ ». قال: فأخذ بيدي، فلما أرد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن. قال: «نعم، الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»

الفضيلة الثانية:

 أنه لم ينزل في القرآن، ولا في التوراة ولا في الإنجيل، مثلها، فروى عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ما أنزل الله تبارك وتعالى في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني». أخرجه الإمام أحمد والنسائي

 

وأخرجه الترمذي من حديث عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها؟ » قلت: نعم. قال: «كيف تقرأ في الصلاة؟ » فقرأت أم القرآن، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته». وقال: حديث حسن صحيح.

 وأخرجه الإمام أحمد بنحوه مختصرا عن سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء به.

الفضيلة الثالثة: 

أنها من كنز من تحت العرش، روينا من طريق صالح المري عن ثابت البناني عن أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الله عز وجل أعطاني فيما من به علي: إني أعطيتك فاتحة الكتاب، هي من كنوز عرشي، قسمتها بيني وبينك نصفين».

 

وعن علي – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و {شهد الله أنه لا إله إلا هو} [آل عمران: 18]، و {قل اللهم مالك الملك} [آل عمران: 26]؛ هذه الآيات معلقات بالعرش ليس بينهن وبين الله حجاب. أخرجه أبو عمرو الداني بإسناده في «كتاب البيان»  له

الفضيلة الرابعة: 

أن هذه السورة مختصة بمناجاة الرب تعالى، ولهذا اختصت الصلاة بها، فإن المصلي يناجي ربه، وإنما يناجي العبد ربه بأفضل الكلام وأشرفه، وهي مقسومة بين العبد والرب نصفين، فنصفها الأول ثناء للرب عز وجل، والرب تعالى يسمع مناجاة العبد له، ويرد على المناجي جوابه ويسمع دعاء العبد بعد الثناء ويجيبه إلى سؤاله، وهذه الخصوصية ليست لغيرها من السور، ولم يثبت مثل ذلك في شيء من القرآن إلا في خاتمة «سورة البقرة»، فإنها أيضا من الكنز الذي تحت العرش، ويجاب الدعاء بها كدعاء الفاتحة، غير أن الفاتحة تمتاز عليها من وجهين:

 

أحدهما: الثناء أولها وتلك لا ثناء فيها، وإنما فيها أخبار عن الإيمان والفاتحة تتضمنه.

 والثاني: أن دعاء الفاتحة أفضل، وهو: هداية الصراط المستقيم الذي لا نجاة بدونه، وتلك فيها الدعاء بما هو من لواحق ذلك وتتماته، ولا يمكن حصوله بدون هداية الصراط المستقيم

الفضيلة الخامسة: 

أنها متضمنة لمقاصد الكتب المنزلة من السماء كلها، فذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن الحسن قال: أنزل الله سبحانه أربعمائة كتاب وأربعة كتب، جمعها في أربعة كتب: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، وجمع الأربعة في القرآن، وجمع القرآن في المفصل، وجمع المفصل في الفاتحة وجمع علم الفاتحة في: { إياك نعبد وإياك نستعين }.

 

وروى أبو عبيد في «كتابه» بإسناده: عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. ويشهد لهذا تسميتها: أم الكتاب، وأم الشيء: أصله ومجتمعه.

الفضيلة السادسة: 

أن سورة الفاتحة شفاء من كل داء، فهي شفاء من الأمراض القلبية، وشفاء من الأسقام البدنية؛ وقد تقدم عن أبي سعيد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «فاتحة الكتاب شفاء من كل داء إلا السام» (1). والسر في ذلك: أن القرآن كله شفاء عام، فهو شفاء لأدواء القلوب من الجهل والشك والريب وغير ذلك، قال الله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} [يونس: 57].

 

وهو أيضا شفاء لأدواء الأجسام، وقد وصفه الله عز وجل بأنه شفاء مطلق في غير موضع، فقال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} [فصلت: 44]، وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [الإسراء: 82]، و (من) هنا لبيان الجنس، لا للتبعيض.

الفضيلة السابعة: 

أنها حرز من شياطين الجن والإنس، وأنها تعدل ثلث القرآن.

خرج أبو الشيخ بإسناده عن أنس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «إذا وضع العبد جنبه على فراشه، فقال: بسم الله، وقرأ فاتحة الكتاب أمن من شر الجن والإنس، ومن كل شيء، وهي تعدل ثلث القرآن” .

 وفي «معجم الطبراني الأوسط» بسنده عن ابن عباس يرفعه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ أم القرآن و {قل هو الله أحد }، فكأنما قرأ ثلث القرآن» .


اسباب النزول 


سبب نزول سورة الفاتحة ذكر المُفسّرون في كتبهم أنّ سبب نزول سورة الفاتحة ما ذكره الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ وهو أنّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- كان إذا خرج يَسْمع مُنادياً يُناديه، فيقول له المنادي: "يا مُحمد"، فإذا سمعه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هرب، فأخبره ورقة بن نوفل أن يثبت إذا سمع الصوت ويسمع ما يقوله المنادي له، فلما ناداه مرة أخرى؛ قال له سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "لبّيك"، فتشهّد المنادي، وقرأ عليه سورة الفاتحة، وقال عليّ -رضي الله عنه-: إنّ سورة الفاتحة نزلن من كنزٍ تحت عرش الرحمن.

أين نزلت سورة الفاتحة تعدّدت آراء المُفسّرين في مكان نُزول سورة الفاتحة، فقيل إنّها مدنيّة، وقيل إنّها نزلت مرّةً بِمكة عندما فُرضت الصلاة، ومرّةً في المدينة عند تحويل القِبلة،[٣] وقيل إنها مكيّة، وورد ذلك في جميع الروايات والأقوال المذكورة في مكان نُزولها،[٤] واستدلّ أصحابُ هذا القول بقوله -تعالى- في سورة الحِجر: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ)،[٥] وسورة الحِجر من السّور المُجمع على أنها من السور المكيّة، وفسّر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- السبع المثاني الواردة في الآية بسورة الفاتحة.[٦] وذهب بعضُ العُلماء إلى القول بنُزولها مرّتين؛ مرّةً في مكة، واستدلوا بآية سورة الحِجر، ومرّةً في المدينة، واستدلّوا بحديث النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الذي يرويه ابنُ عباس -رضي الله عنه-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ)،[٧] ورجّح العديد من العلماء أنّها نزلت في مكة، فلا تعارض بين ما سبق من الآية والحديث، حيثُ إن حديث ابنُ عباس -رضي الله عنه- يدلُّ على فضلها.

وقت نزول سورة الفاتحة  سورة الفاتحة هي أوّل سورة في ترتيب سور القرآن الكريم، ولها عدّة أسماءٍ، وتمتاز بالكثير من الفضائل التي اختصّها الله تعالى بها عن سائر سور القرآن، ولقد اختلف العلماء في تحديد وقتٍ دقيقٍ لنزول سورة الفاتحة؛ فقيل إنّها نزلت في مكّة، وقيل في المدينة المنورة، وقيل نزلت مرّتين مرّة في مكّة ومرة في المدينة؛ ولذلك سمّيت سورة المثاني، ولكنّ أرجح الأقوال أنّها سورة مكّيّة، والدّليل على ذلك أنّ آية وردت في سورة الحجر هي : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)،[٥] والمقصود بالسّبع المثاني سورة الفاتحة، وسورة الحجر سورةٌ مكيّة بلا خلاف؛ فاستدلّ بذلك على أنّ سورة الفاتحة سورةٌ مكيّةٌ.[٦] وقد ورد في سبب نزول سورة الفاتحة أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- كان إذا سمع منادياً يناديه من الملائكة ينطلق هارباً، فأخبره ورقة بن نوفل أن يثبت ويجيب الداعي، فأتاه الداعي فناداه، فقال له رسول الله عليه السّلام: لبيك، فلقّنه المنادي الشّهادتين، ثمّ قرأ عليه سورة الفاتحة،[٧] ولسورة الفاتحة أسماءٌ عديدةٌ، لكلّ واحدٍ منها معناه الخاصّ، فمن أسماء سورة الفاتحة:[٦] سورة الفاتحة؛ وذلك لأنّها في أول القرآن الكريم يستفتح بها من أراد تلاوة القرآن الكريم. سورة أم الكتاب؛ وفي ذلك قال البخاري رحمه الله: وسمّيت أمّ الكتاب؛ لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة أمّ القرآن والسبع المثاني؛ وفي ذلك قال صلّى الله عليه وسلّم: (أمُّ القرآنِ هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ).[٨] سورة الصّلاة؛ فقد قال -عزّ وجل- في الحديث القدسيّ: (قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ)،[٩] والنصفان هما: الدعاء من العبد والحمد والثناء الوارد في سورة الفاتحة، وإجابة الله تعالى ذلك وقبوله. سورة الرّقية؛ فقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين أن يرقوا أنفسهم ومرضاهم بها.






تعليقات